آراء

ملاحظات حول مطالبة مجلس بوعياش بأرشيف الخطابي

جمال الكتابي – أمستردام

رسالة المجلس الوطني لحقوق الإنسان من أجل ما سمي استرجاع أرشيف عبد الكريم كمن أطلق صرخة في واد سحيق: لا أحد يفهم. بل الخطوة لا يمكن أخذها على محمل الجد بسبب ما راكمه هذا المجلس من لا مسؤولية وعدم اتمامه للاوراش التي بدأها.

أولا: المجلس الوطني ورث أرشيف هيأة الانصاف. هذه الهيأة نظمت سلسلة من جلسات الاستماع الداخلية مع العديد من ضحايا وشهود مرحلة الجمر، من بينها مرحلة ما بعد 1956، لكن ولا كلام إلى حدود الآن عن هذه التسجيلات، ونحن في حاجة ماسة إليها، كما أن المجلس لم يشتغل على التوصيات التي هي ملزمة وإلا لماذا ضحينا بالملايير من مال المقهورين؟.

ثانيا: المجلس الوطني تحمل مسؤولية الاشراف على إيجاد متحف الريف بالحسيمة وكان عليه الانتهاء من الأشغال سنة 2014، إلى حدود الآن لم يرى المتحف النور.

ثالثا: إنه ليس من الأخلاق التفكير في استرجاع أرشيف عبد الكريم بدون العمل على استرجاع قبره وقبر والدته واهله…

رابعا: استرجاع أرشيف عبد الكريم لا يمكن أن يستقيم بدون استرجاع كرامة الانسان ورفع الحصار عن ذاكرة عبد الكريم، كيف لكم ارسترجاع أرشيف عبد الكريم وحفدته يعاقبون ب 20 سجنا بتهم الانفصال بسبب حمل رايته، الراية جزء من الارشيف ألالة آمنة بوعياش. وانت تطالبين من هؤلاء بتقديم طلب العفو على رفعهم أرشيف جدهم !!!.

خامسا: أرشيف عبد الكريم ( المسموح به طبعا) مفتوح اليوم للباحثين بفرنسا ويمكن أن نصله بدون الطلوع والهبوط. ومن سيضمن لنا عدم العبث به او اعتقاله أو إتلافه. والله العظيم إني راسلت عبر الإمايل أحد مسؤولي أرشيف “ايكس انبروفونس” قبل اسابيع، أرسل لي كل ما يسمح به القانون أن يرسل عبر المايل والباقي ارسل لي ارقام ملفاتها في حالة الزيارة. نفس الشيئ في لاريونيون.

بالمقابل عندما زرت المكتبة العامة بتطوان آخر مرة في مارس 2017 من أجل الحصول على بعض الوثائق وقابلت مديرها ( شاب طيب)، كاد أن يجهش بالبكاء لأن أغلب الارشيف تم سرقته أو بتره.

لأن الباحثين يجدون صعوبة في تخصيص ساعات من أجل نسخ وثيقة او مرجع. مكتبة عامة يلجها العديد من الزوار بدون أن تتوفر على آلة فتوكوبي. طلبت حينها وثيقة من المدير فأحضروا له صندوقة خاوية وكان تعليقه: الأرشيف يسرقه المسيرون والمتنفذون قبل الجمهور. عندما نتكلم عن المكتبة العامة بتطوان فإننا نتكلم عن أمهات الوثائق التاريخية بالمغرب. والنزيف مازال مستمرا. لهذا ليس من المعقول أن يسحب الأرشيف من فرنسا في اتجاه مجهول. ربما تسلم نسخة.

أرشيف عبد الكريم أكبر من الكمية الموجودة في الأرشيف الديبلوماسي في مدينة نانت. أرشيف عبد الكريم موزع على أكثر من مكان وقارة. الدولة تعلم مثلا بوجود مذكرات عبد الكريم وهي جزء من هذا الارشيف لكن لماذا لم تعمل على اخراجها وهي موجودة عند ورثة عبد الكريم.

عندما رحل القائد امحمد الحاج سلام أمزيان بداية شتنبر 1995، بهولندا نشرت جريدة لومتان الصحراء، خبر صغير على إحدى صفحاتها مفاده :” الحاح سلام أمزيان انقضى…لكن ما مصير أرشيف عبد الكريم الذي يتوفر عليه…؛ وهم يتخوفون أن يسقط في أياد غير مرغوب فيها..:”.

أضف إلى هذا كله فقبل المطالبة بإرجاع الأرشيف علينا تحديد ما المقصود بالارشيف في هذه الحالة؟. هل نتكلم فقط عن الورق أم جلاليبه وسياراته ومسدساته؟؟ هل نتكلم عن ما تم الاستيلاء عليه فقط سنة 1926 كما جاء في رسالة المجلس أم سنطالب كذلك بالارشيف الذي بقي على ظهر الباخرة عندما أنزل/نزل بالقاهرة سنة 1947؟. من بينها جثمان والدته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى